ندوة بجناح الأزهر تناقش كتاب “القدس تنادي” للشاعرة مريم توفيق
الدكتور محمد عبد الدايم الجندي: الكتاب يحمل أسلوبا جديدا لتسطير السلام ومحو حروف من الدماء سطرتها آلة القتل والخراب الصهيونية*
*الدكتور أحمد الشرقاوي: ستظل الأفاعي ترتع في وادينا حتى تطبق المنظمات الدولية ما تردده من شعارات ومبادئ رنانة ويخرج المجتمع الدولي عن سكوته*
واصل جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، اليوم الثلاثاء، عقد سلسلة ندوات “قراءة في كتاب”، حيث قدم في ندوته كتاب “القدس تنادي”، للشاعرة مريم توفيق، بمشاركة أ.د محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، وأ.د أحمد الشرقاوي، رئيس الإدارة المركزية لشئون التعليم بقطاع المعاهد الأزهرية، والشاعرة مريم توفيق، وأدار الندوة الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر.
قال الدكتور محمد عبد الدايم الجندي إن كتاب “القدس تنادي”، للكاتبة المبدعة مريم توفيق، كتاب يحمل رسالة نبيلة ترفض الدماء والخراب، فيه نداء شامل موجه للعاطفة والعقل والحس المرهف، يشخص عللا يعاني منها العالم كله، مضيفا أنه كتاب يضم الكثير من صور الإبداع والخيال والتشبيه التي تسرق الخيال، كتاب يخاطب كل زمان ومكان بأسلوب جديد لتسطير السلام ومحو حروف من الدماء سطرتها آلة القتل والخراب الصهيونية، لافتا أن الكاتبة قد عبرت في كتابها عن معاني قوله تعالى؛”ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق”، فحولتها إلى كلمات حية ترفض الدماء، لمست قلوب جميع محبي السلام في العالم، ومن ذلك قولها “القدس تنادي ولا حياة لمن تنادي من الصهاينة”، فلخصت بكلماتها حقيقة الحال والمعاناة الكبيرة لأهلنا في القدس وأراضي فلسطين جميعا.
وبين فضيلته أن الكاتبة قد ضمنت كتابها نداءات لشهداء الندالة الصهيونية بكتابات أدبية شاعرية تستلهم وتعايش واقعا مرا، ومن ذلك قولها؛ “يا عاشق الدماء ألا تستحي تجمع النار تغلق عليها الخطى”، ثم انتقلت بحديثها ناشدة فجرا جديدا للسلام، معربة عن أملها في انتهاء معاناة أهلنا في فلسطين، كما ضمنت كتابها عناوينا ثرية عكست ما أرادته الكاتبة من رسائل تتماشى مع فكر الأزهر ورسالته الرافضة للعدوان الغاشم وآلة القتل والتدمير الصهيونية، فكان هذا التوافق حري بأن يناقش كتابها المميز بين أيدينا في جناح الأزهر الشريف بمعرض الكتاب عرفانا بقيمته الكبيرة ورسالته السامية.
وحول كتاب “القدس تنادي”، قال فضيلة الدكتور أحمد الشرقاوي، إن الكتاب يمثل صرخة إنسانية رافضة للظلم والعدوان، وقد تضمن حسا أدبيا عميقا عبر عن قضية القدس تعبيرا صادقا، ومن ذلك قول المؤلفة في أحد عناوينه “حال فلسطين تبين أن ذلك كله لا يصلي أي فلسطيني عن الدفاع عن نفسه وعرضه ولو كان مقابل ذلك الموت”، فقصدت بذلك أن الفلسطيني كالشهاب الوضاء في الدفاع عن أرض فلسطين، ثم تساءلت في موضع آخر “إلى متى الأفاعي ترتع في وادينا تحرمنا الحياة”، في كلمات بليغة تحمل الكثير من الدلالات، ثم انتقلت لشحذ الهمم فقالت “أين سنابل العرب أين شحذ الغضب”، في مطالبة للعرب بالتحرك دعما لأهالينا في فلسطين من المعاناة في ظل صمت عالمي يحمل الكثير من الألغاز.
وأوضح فضيلته أن المؤلفة ذكرت على سبيل الإنصاف والعدل محرر فلسطين صلاح الدين فقالت: “صلاح الدين ستظل نبراسا يذكرنا ببطولاتنا الشماء”، فنقلت بذلك رسالة مفادها أن صلاح الدين حي بيننا، وردا على تساؤل المؤلفة في كتابها: “إلى متى الأفاعي ترتع في وادينا”، أكد فضيلته أنها سترتع في وادينا حتى نرى العدل عدلا والمساواة موضوعا في دنيا الناس، وحين تطبق المنظمات الدولية ما تردده من شعارات ومبادئ رنانة، وحين يخرج المجتمع الدولي عن سكوته وتتحول شعاراته إلى حقائق واقعة، لافتا أن هذا السكوت هو العدوان والظلم بعينه، لذلك أعدل القضايا قضية فلسطين، كما لم تغفل الكاتبة دور الأزهر في مناصرة فلسطين وإشادتها بهذا الدور المهم والمؤثر.
من جانبها عبرت الشَّاعرةِ، مريم توفيق، مؤلفة الكتاب، عن سعادتها بالتواجد في جناح الأزهر الشريف لقراءة كتابها “القدس تنادي”، مؤكدة اعتزازها بالأزهر وشيخه، ودورهما الكبير في نصرة القدس وفلسطين، حيث استلهمت الكثير في كتابها منها، لتقدم هذا الكتاب للعالم تعبيرا عن رفضها خذلان العالم للقدس والتغافل عن معاناتها لسنين طويلة، معربة عن أملها في أن تصل رسالة كتابها لفضح الظلم وتحقيق السلام.
أدار الندوة الثقافية الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة الأزهر، والذي أشاد بمحتوى الكتاب وما حمله من رسائل هادفه تفضح الظلم والعدوان الكبير الواقع على أهل فلسطين، عبر لغة راقية وأسلوب حمل الكثير من البلاغة اللغوية مع رقة وشاعرية في التعبيرات، لتقدم للقارئ الكثير من الحقائق الصادمة حول ما عانته فلسطين وشعبها من ظلم كبير طوال السنوات الماضية، مع محاولة لشحذ الهمم وتحقيق السلام المنشود.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم “4”، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.